بروين حبيب في جلسة "فوشيا": هذه الظواهر تبعدنا

بروين حبيب في جلسة
(اخر تعديل 2023-11-15 16:00:22 )

عبرت الشاعرة والإعلامية بروين حبيب عن سعادتها بالمشاركة في الجلسة التي نظمها موقع "فوشيا"، وقدمتها الإعلامية رحاب عبدالله، ضمن فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر الكونغرس العالمي للإعلام، الذي يقام في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وقالت بروين في الجلسة التي جاءت بعنوان "كيف يمكن للإعلام أن يلهم الجمهور؟ ودور الثقافة في تطوير الذات"،: "يضاف إلى رصيدي أن أكون سفيرة لـ "فوشيا" هذا الموقع الذي يهتم بكل شؤون المرأة، ويضيف قيمة عليا بهذا التوجه، أن يكون لدينا محتوى قيّم، واهتمام بالثقافة".

وتحدثت عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر المحرك الرئيسي الملهم للتغير السلبي والإيجابي، مؤكدة أن للإعلام الحالي دور مهم في نشر الثقافة وتكريس القيم، مثلما كان للشعر والثقافة دور كبير في الماضي، في صناعة الرأي العام وتوجيه الوعي الجماهيري.

وتابعت بروين: "الشاعر كان يوماً بمثابة وزير الإعلام، وكانت القبيلة التي يولد فيها شاعر تعتبر محظوظة، لأنه سيعزز شهرتها وقوتها ومكانتها بين القبائل، واليوم نرى الكثير من التجارب الجميلة لكتّاب شبان استطاعوا أن يصنعوا شهرتهم وينشروا الكلمة من خلال وسائل التواصل، خاصة في الغرب، وهي تجارب جميلة يمكن التعلم منها".

الكلمة مسؤولية

وتطرقت صاحبة برنامج "نلتقي مع بروين حبيب" في حديثها عن الأثر الكبير لشعراء وأدباء من العالم العربي، ودورهم في صنع ثقافة المجتمع وتوجهاته وأفكاره، مستشهدة بأن اقتباسات أحلام مستغانمي، ومحمود درويش، ونزار قباني، ما تزال مؤثرة إلى يومنا هذا، حيث يستشهد بها الجيل الجديد.

وبشأن أثر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم في توجهات الجيل القادم، قالت: "المحتوى جرح كبير، وأذكر أنني مع بداية ظهور وسائل التواصل الاجتماعي شعرت بأن أبناءنا في خطر، فالكلمة مسؤولية، والظهور والشهرة مسؤولية، وللأسف نرى أن الغالبية العظمى من النماذج التي يتم تصديرها اليوم تدعو للابتعاد عن القيم والأساسيات في تنشئة الجيل وفي توجيه المجتمع".

وأوضحت أن هذا عائد إلى طريقة التعامل مع هذه الوسائل وصناعة الأيقونات والترويج لأنماط مؤثرة تدفع الجيل للابتعاد عن الكتاب، وعن العمل والتعب على نفسه لبناء مستقبل حقيقي. كما علقت: "هذه الظواهر باختصار تبعدنا عن بناء الانسان الذي يضيف قيمة حقيقية في المجتمع، ويساهم في تطور الحضارة".

وشاركت بروين تجربتها الشخصية كإعلامية مثقفة، قائلة: "ولدت لأبوين غير متعلمين، ولأن أمي كانت تريد أن تعوض من خلالها حرمانها من التعليم، كانت تدفعني للتعلم والقراءة، وهذا صنع فرقاً كبيراً في حياتي، وجعل مني الشخص الذي أنا عليه اليوم، فحرصت على أن أحمل هذه الرسالة معي إلى التلفزيون، باختصار الكتب صنعت مني شخصاً يخدم العالم، فنحن كائنات عابرة وعلينا أن نسعى لأن يكون مرورنا طيباً".

واستشهدت بمقولة أينشتاين "من السهل أن تكون مشهوراً، لكن من الصعب أن تخلص القيمة" مشيرة إلى أن النسبة أولئك المشاهير الذين يحرصون اليوم على حمل القيمة وتقديم إضافة للمجتمع تعتبر قليلة للأسف.

الكرة بين كويلو وليوناردو

وشاركت بروين قصة جميلة في نهاية الجلسة حملت الكثير من الرسائل الملهمة، والأجوبة على الكثير من التساؤلات التي تتردد يومياً عن إمكانية صناعة الفرق مع طغيان ثقافة الترفيه.

ولفتت "الكرة التي كانت معلقة بين رأسين في مختلف محطات المترو، هي التي صنعت شهرة الأديب العالمي باولو كويلو، فالإعلام استطاع أن يصنع الفرق ويجذب الناس للأدب وللقراءة مستخدماً طعم الكرة، فعندما قررت أمريكا اللاتينية أن تصنع هذه الشهرة للكتاب وظفت التسويق في خدمة هذه المهمة الإنسانية الجميلة ونجحت".

كما تحدثت عن الجوائز العربية الكثيرة التي حملت هذه المهمة على عاتقها، وكرمت المبدعين في العالم العربي، والدور الكبير الذي تقوم به هذه الجوائز في الحفاظ على المحتوى القيم والترويج له، مثل جائزة نجيب محفوظ، وجائزة العويس الثقافية، التي كرمت نزار قباني والجواهري، ومحمود درويش، وغيرهم الكثير، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، هذا الرجل الذي أجمع عليه العالم، وجائزة البوكر للرواي العربية.