"طريق الوادي".. خطوات على إيقاع عالم ديزني

(اخر تعديل 2023-10-26 22:56:29 )

في البداية كانت "الدهشة" مشغولة بأسلوب يستحضر عالم ديزني المحبب لدى الجميع، استعراض غنائي يدخلنا إلى الفيلم السعودي العائلي "طريق الوادي" باحترافية تحسب لصّناع الفيلم، وتبشّر بإنتاجات واعدة للسينما السعودية وشبابها المتعطشين للإبداع، والمندفعين بحماس لتقديم تجربة سينمائية استثنائية تليق بمستوى أحلامهم وتطلعاتهم، خاصة في سينما الطفل.

مع المرشد السياحي تبدأ الحكاية، من خلال الأغنية التي تعرفنا على قرية "الوادي" تلك القرية الجميلة التي صممت خصيصاً لتصوير الفيلم، حيث يعيش الطفل "علي" ويقوم بدوره الممثل الطفل حمد فرحان، وهو المفاجأة الجميلة في الفيلم، حيث قدم شخصية طفل يعاني من صعوبة في التواصل والنطق، واستطاع أن يصل إلى قلوب المشاهدين بأدائه الرائع، معتمداً على إيماءات الجسد والعينين، متنقلاً بكل عفوية ما بين تحدٍ وآخر في رحلته الغريبة تلك.

لكونه طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، اعتبرت الأسرة أن علي طفل مختلف وبدأت تجد مشكلة في التواصل معه وتقبله بعد سفر أخته "سهام" التي تؤدي دورها الفنانة أسيل عمران، حيث بدأت المشاكل تظهر بعد ذهابها إلى المدينة سعياً خلف الدراسة وبحثاً عن مستقبل أفضل، كانت سهام ترى في اختلاف علي تميزاً، وتحيطه بالكثير من الرعاية والتفهم والحب، لكن الأب كان يراه من خلال شكاوى أهل القرية التي كانت تتالى حول المشاكل التي كان يفتعلها.

لهذا قرر الأب اصطحاب ابنه في رحلة علاجية خاصة، قاصداً أحد الشيوخ ليقرأ له طفله علّه يخلصه من النقص الذي ولد فيه، يخالف علي تعليمات والده ويغادر السيارة عندما يتركه الأب وحده لبضع دقائق، وهنا تبدأ مغامرات "علي" ورحلته الخاصة لاكتشاف ذاته.

"كيارا" كانت الكلمة الوحيدة التي يرددها "علي" طوال الفيلم، وهو اسم معزته الصغيرة التي رافقته في رحلته مع أبيه، ليتعرض لعدد من المغامرات بعدها، من ركوب حافلة للسياح، إلى الضياع في الصحراء، حيث تعّرض لهجوم من كائن لزج كاد ينال منه، لينتقل بعدها إلى تجربة الاختطاف من قبل قطاع الطرق.

المتعة في الطريق

رحلة يمكن اختصارها بمقولة جاءت على لسان الفنان سعيد صالح، ويقدم إحدى الشخصيات أو المحطات التي يمر بها "علي" في رحلته تلك، حيث أخبره بأن "المتعة من الممكن أن تكون في الطريق وليست في الوصول"، وربما وجب التنويه هنا إلى أن الفيلم بعيد تماماً عن المباشرة والرسائل الموجهة، فهو يتمتع بمعالجة فنية ممتعة، خاصة ونحن ننتقل مع علي لنستكشف معه قدراته على مواجهة تلك التحديات التي كانت تنتظره على طول الطريق، ونكتشف أيضاً قدرته على التغلب عليها، ونجد في مكان خاص جداً شيئاً من الإلهام الذي يمسّ المشاهد في المواقف الأكثر إشراقاً في الفيلم.

يذكر أن الفيلم من إنتاج مركز إثراء وإخراج وكتابة خالد فهد، وبطولة شيماء طيب وأسيل عمران ونايف خلف ومحمد الشهري وحمد فرحان ومنصور آش ومطلق مطر وسعيد صالح وراشد المدهش وريان الأحمري وهاشم الهوساوي وسعد المدهش ومحمد هلال وعلي الأحمري ونغم المالكي وفرح التميمي وأيان عادل وسيف ناصر.

وقد تم تصوير الفيلم في الموقع الرئيسي "القرية التي تم بناؤها خصيصاً لتصوير الفيلم" ضمن قرية تنومة جنوب السعودية، كما ذكر إلى أن التصوير ذاته كان مغامرة حقيقية، حيث انتقل لوكيشن التصوير بين حوالي عشر مواقع تصوير في السعودية، كما جرى تصوير بعض أحداث الفيلم داخل قصر "النماص" بعد أن كان مغلقًا مدة تجاوزت 8 أعوام.

نهايات دائرية

أراد المخرج أن تسير قصص الفيلم وحكاياته الرئيسية والجانبية على خط دائري، تعود حيث نقطة البداية، تحط رحالها هناك مفسحة الطريق أمام بداية جديدة ربما، خاصة وأنه استطاع أن يخلق هذا التجانس ما بين عناصر العمل الفني، كمخرج متمكن من أدواته، فقدم استعراضات غنائية مبهرة وجميلة استطاع أن يخّدم التكلف والبهرجة فيها بأسلوب إحترافي مثير للإعجاب، كما استطاع أن يمسك بخيوط الفيلم متوازية، منسجمة مع بعضها من حيث إيقاع الأحداث وتنوع الشخصيات وتناغمها.

جدير بالذكر أن فيلم "طريق الوادي" كان ضمن أفلام السجادة الخضراء بعرضه الأول في الإمارات، ضمن مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، وقد حضر العرض نجم الفيلم الطفل حمد فرحان، والمخرج خالد فهد، وكان قد شارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي قبل أن يعرض في صالات العرض السعودية مؤخراً.